الحسيني: نرفع القبعة إكبارًا وإجلالاً لموقف

الحسيني: نرفع القبعة إكبارًا وإجلالاً لموقف الملك المشرّف تجاه القدس

  • الحسيني: نرفع القبعة إكبارًا وإجلالاً لموقف الملك المشرّف تجاه القدس
  • الحسيني: نرفع القبعة إكبارًا وإجلالاً لموقف الملك المشرّف تجاه القدس

اخرى قبل 4 سنة

الحسيني: نرفع القبعة إكبارًا وإجلالاً لموقف الملك المشرّف تجاه القدس

حوار: علي أبو حبلة - عبد الحميد الهمشري

مؤسسة سيدة الأرض - من رحم المعاناة ولدت... وبرغم التهميش لا تزال شمساً.. وعند الشدائد ترسم بسمة أمل...وهي تحتفل وتكرم كل من يستحق ذلك وعلى مدار 12 عاماً لا زالت مستمرة في مسيرتها، وبتقديم هذه الجائزة لشخصيات فلسطينية وعربية تركت الأثر الطيب في المجتمع العربي عامة والفلسطيني خاصة، حيث كرمت في العام 2011 جلالة الملك عبدالله الثاني وفي العام 2013 جلالة الملكة رانيا لمواقفهما الداعمة للقدس والمقدسيين والمسجد الأقصى المبارك خاصة وقد كرّم جلالته المؤسسة بشهادة تقدير وأثنى على جهودها الخيرة بهذا الشأن.

وأمام سلب الأرض وتزييف التاريخ والأسماء في مدننا وقرانا العربية، في حيفا ويافا وعكا وصفد ومجدل وبئر السبع والناصرة ودير الأسد وكفر كنا وسخنين وطمره، في المثلث والجليل والنقب.. الخ، نجحت هذه المؤسسة بتجميع تركيبة مجتمعية مختلفة في لقاء لم يسبق له أن كان قبل ذلك حتى من قبل أعلى المستويات السياسية والمجتمعية بالمنطقة. لا زال بيننا الإعلامي والسياسي والأكاديمي والرياضي والفني والشاعر والأديب ورجل الاقتصاد والأعمال حاملاً للرسالة والقضية. والإشارة إلى ظهور شخصيات بارزة في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني التي لها الأثر المباشر على تطور المجتمع منذ العام 1948 وحتى اليوم حيث أصبح عددهم يربو على المليون ونصف المليون بعد أن كانوا فقط 150 ألف نسمة في العام 1948 وليقولوا للعالم ها نحن هنا، لا زلنا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا وعلمنا ونتحدى المستحيل، لهذا ارتأينا في جريدة الدستور إجراء حوار مع الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدكتور كمال الحسيني الذي أتحفنا بالكثير في هذا الحوار عن المؤسسة ودورها الثقافي لعكس صورة معبرة عن القدس وتراثها:

الدكتور كمال الحسيني ابتدأ لقاءه بالقول: بداية نرسل ألف تحية خالصة مقدسية من هنا من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومن جبل الزيتون إلى كل الأردن ملكاً وحكومة وشعباً وإلى أسرة «الدستور» التي تواكب كل ما هو جديد في فلسطين وفي القدس على وجه الخصوص فطوبى لكم.

* الدستور: هل من الممكن أن تقدم لنا شرحاً موجزاً عن أهداف المؤسسة؟

- الحسيني: المؤسسة (سيدة الارض) أسست في العام 2008 والدور الذي أنشئت من أجله يهدف إلى: أولاً، إبراز الوجه الحضاري للفلسطيني في الآراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967 وفي الشتات، وثانياً نقل الصورة الحضارية لإخوتنا في الداخل الفلسطيني الذين ظلوا في وطنهم بعد النكبة عام 1948.

* الدستور: ما أهم النشطات التي أقامتها منذ تأسيسها ولغاية الآن؟ و كيف يتم اختيار شخصية العام في الداخل الفلسطيني والوطن العربي؟ وما هي المعايير المعتمده؟.

- الحسيني: لقد انقضى نحو اثني عشر ربيعاً على تأسيسها مُتَحًدِّين مرارة الواقع الأليم بابتسامة البشرى للمستقبل الماجد الواعد، وبنشاط دائب وهمة متقدة وبثقة عالية، قدمت خلالها مبادرات وأعمال كثيرة لغاية هذه اللحظة يربو عددها على 94 مبادرة، منها البث الفضائي الموحد الذي رغم الحصار المفروض وصعوبة التواصل جمع 28 فضائية من دول عربية مختلفة في يوم الأرض منذ العام 2015 نقلت صورة معبرة في بث حي ومباشر عن الأوضاع الصعبة في القدس والوطن الفلسطيني والتعريف بالمدن الفلسطينية، حيث بدأت هذه المحطات بالنقل المباشر من طوباس عاصمة الشمس وأريحا القمر وفي كل عام نكون في تونس لعمل معرض للثراث الفلسطيني تراث الصمود بهدف التعريف والتمسك به.. وكذلك أهم ايقونة نقدمها ألا وهي تكريم شخصية العام في كل نهاية سنة من كل دول العالم يجري اختيارها وفق معايير لمن خدم وقدم وأعطى هذه القضية الأم القضية الفلسطينية والاردن دائماً حاضر في التكريم، ففي العام 2011 تم تكريم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وقد كرم جلالته المؤسسة بشهادة تقدير وأثنى على جهودها الخيرة بهذا الشأن وفي العام 2013 جرى تكريم جلالة الملكة رانيا العبدالله لمواقفهما المشرفة في دعم صمود المقدسيين خاصة والأراضي الفلسطينية عامة والتأكيد على الرعاية الهاشمية ووصايتها على المسجد الأقصى، كما تم تكريم الكثير من الشخصيات في الأردن الشق الثاني من الرئة الثانية التي تنبض معنا حرية، وكذلك تكريم أمهات الشهداء والأسرى ولقاءات وتكريم فنانين وإعلاميين عرب.

* الدستور: بصفتكم من أبناء المدينة المقدسة، كيف تقيمون أوضاع القدس؟ وما هي متطلبات صمود أهلها؟ وأهداف مبادراتكم ونشاطاتكم التي تقدمونها سنوياً؟

- الحسيني: القدس عاصمة فلسطين الأبدية وكل ما نقدمه عبر رسائلنا هو من اجلها فهي البوصلة الدائمة التي نبحث عنها صباح مساء؛ فعنوان المؤسسة الرئيسي هو القدس رغم أن المقر الرئيس لها في رام الله، فعيوننا وقلوبنا معها وفيها؛ فسيدة الأرض لها مقرات خمسة لأجلها، في القدس ورام الله والجزائر وتونس ومصر... أما عن الأوضاع في القدس فهي استثنائية عن باقي المدن الفلسطينية والشغل الشاغل فيها صياغة الهوية من قبل الاحتلال كما شاء لكننا متمسكون بها وباقون فيها ما بقي الزعتر والزيتون، البلدة القديمة بالتحديد، ففي هذا الكيلو متر المربع يتواجد ما يعادل 45000 ألف فلسطيني أي 6 أشخاص في كل غرفة واحدة، وفي هذا دلالة واضحة على أن هذا الفلسطيني متمسك بأرضه وقدسه ويتوجب على العالم أن يدرك ويعلم تماماً بأننا فيها باقون تحت الأرض و فوق الأرض وعلى سطح الأرض ترسيخاً للهوية الفلسطينية، فالثقافة مقاومة والثقافة هوية وفي كل فعالياتنا ومبادراتنا سواء كانت في أوبريت كأوبريت شمس العروبة الذي نُقَيِّمُه بأنه من أهم المبادرات أو عبر طباعة كتب حيث تم إنجاز 10 كتب لعشرة كتاب فلسطينيين في الشتات عن القدس وفلسطين أو من خلال تنظيم مهرجان سنوي في تونس للتراث الفلسطيني بحضور عربي ودولي وهذه المبادرات والنقاط التي نقوم بها كلها لترسيخ الهوية الفلسطينية.

* الدستور: على ضوء الانقسام وعقبات تحقيق المصالحة، كيف تقيمون الواقع الفلسطيني وكيفية معالجة الأمر لتجتاز السفينة الفلسطينية ما يواجهها من معيقات ومخاطر إلى بر الأمان؟

- الحسيني: الانقسام الذي ألمَّ بنا لا شك أنه مؤلم وموجع وأرى أنه صفحة سوداء في هذه القضية الأنقى والأطهر والاعدل، وحان الوقت أن يكون هناك حياء للمتسببين به أمام هذا العطاء الفلسطيني الحافل وبشكل خاص أمام صنيع الأسرى والشهداء الذين ننحني إجلالاً وإكراماً لصنيعهم والذي يدعو لضرورة أن تطوى هذه الصفحة وإلى الأبد وأن نعود للم الشمل الفلسطيني.

* الدستور: ما تعقيبكم على قرار الرئيس محمود عباس إجراء الانتخابات التشريعية، وهل يمكن إجراء انتخابات تشريعية تستثنى القدس منها؟ وهل من الممكن إجراء انتخابات بدون غزة؟

- الحسيني: بتصوري أن الانتخابات التي دعا إليها الرئيس عباس مخرج مهم جداً لينزل الكل عن الشجرة وبشكل خاص غزة التي يبدو لي أنها أصبحت تغرد خارج السرب في ظل الإنقسام، برأيي إن كانت البوصلة وطنية ومؤشرها القدس فعلى الكل أن توحده القضية، فحان الوقت بالفعل لنعود للتماسك، فنحن بحاجة ماسة لأن نكون معاً وسوياً، فمعاً نكون بحق أقوى وأفضل والانتخابات دون القدس لا قيمة لها وبدون غزة ليست انتخابات.

* الدستور: بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية كيف تقيم المواقف العربية والإسلامية وجهودها للحفاظ على هوية وعروبة القدس لمواجهة مخططات التهويد والاستيطان؟

- الحسيني: قرار ترامب بتصوري ليس مجرد حبر على ورق، هو نعم لا يملك هذا القرار لا نصاً ولا تاريخاً ولا جغرافية، لكنني أذكر قصيدة لا يمكنني نسيانها عنوانها جداً مهم تتحدث عن القدس للشاعر نزيه خير التي تقول: (لا شيء يغير وجه الله ولا شيء يغير وجه القدس) بحضورنا وثباتنا ستبقى القدس عربية فلسطينية، بطبيعة الحال هذا العنوان هو الذي يجب أن يتبناه كل العرب وبثبات وبلا تردد عروس المدائن ومسرى رسولنا الكريم.. نحن هنا ندافع عن شرف الأمتين العربية والإسلامية عامة وهذا كرم من الله عز وجل أن نكون مرابطين في المسجد الأقصى وأيضاً أن يكون لنا حضور ووجود في كنيسة القيامة هذه التوأم وهذه اللوحة التي نعتز فيها نحن كمسلمين ومسيحيين في لوحة تعددية تستحق التقدير، هذا وجه حضاري جداً لكل العالم في هذه التعددية نصاً وحضوراً وثقافة.

* الدستور: ما دور مؤسسة الأرض بترسيخ الهوية الفلسطينية وتدعيم صمود الشعب الفلسطيني؟ وما دورها في عملية التواصل مع مختلف مكونات الشعب الفلسطيني وأماكن تواجدهم؟

- الحسيني: مشروع سيدة الأرض ثقافي بالتأكيد وليس سياسيا، إنما أرى أن كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية سياسي مزجناه على الأقل بالثقافة؛ فالثقافة مقاومة إذا جاز التعبير 12 عاماً في هذا الطابع 12 عاماً في هذه الرسالة اليومية فنحن في كل يوم لنا لقاءات وترتيبات وأخص بالذكر مبادرة «بصمة وطن» التي نذهب من خلالها إلى كل محافظات الوطن لكي نختار» 5» شخصيات بصمة وطن، فبتصوري أنه بالتأكيد أن الطابع الثقافي هو الطابع الأهم من أي سلاح؛ لأن فيه حفاظا على الموروث وهو مهم جداً، ولكوني أقطن في القدس دعوني أشير إلى أن الذاكرة لا تحفظ الوجوه بقدر ما تحفظه المواقف.

* الدستور: كيف تقيمون الدور الأردني في الحفاظ على الأماكن المقدسة بالقدس؟ ومن وجهة نظركم ما أهمية الولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في المدينة؟

- الحسيني: موقف جلالة الملك عبد الله الثاني باتجاه القدس موقف مشرف جداً نرفع له القبعة إكباراً وإجلالاً وهذا الموقف من حر شريف لا يحيد عن مواقفه المشرفة رغم ما يتعرض له من ضغوط، فالقدس والمسجد الأقصى بالنسبة لجلالته خط أحمر فهذا الموقف العظيم لجلالته لا ينسى فهناك نحو 480 موظفاً من وزارة الأوقاف الأردنية تشرف على أوقاف القدس وترعى المسجد الأقصى وهذا يحسب للأردن ودوره الرائد والرائع نحو القدس الشريف.

* الدستور: كلمة أخيرة توجهونها؟

- الحسيني: نحن متمسكون بالعمل من أجل أن تكون القدس حرة عربية فلسطينية إن شاء الله ونتوجه بالتحية لكل نشمي ونشمية في الأردن الحبيب، فهذه العلاقة التي تربط بين شعبينا الفلسطيني والأردني مميزة واستثنائية؛ فنحن والأردن دوماً في خندق واحد وفي مركب واحد وسنلتقي معاً قريباً في القدس محررة بإذن الله.. وإلى اللقاء في 21 كانون الأول القادم في حفل تكريم شخصية العام الثاني عشر بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني وعربي ودولي وضيوف شرف في قصر رام الله الثقافي.

 

التعليقات على خبر: الحسيني: نرفع القبعة إكبارًا وإجلالاً لموقف الملك المشرّف تجاه القدس

حمل التطبيق الأن